تزوجت

فقلت له: أبي شخص مسالم جدًا. لم أسمعه يومًا يتكلم مع أحد بصوت مرتفع، ولم أرَ أي خلاف له مع أصدقائه في العمل. فقال لي: هل لاحظت شيئًا مريبًا يحدث في منزلكم في الآونة الأخيرة؟
صمتت قليلاً وتذكرت معاملة زوجة أبي القاسية لي، وقلت له: لا يوجد شيء مهم. ولكنني تذكرت شيئًا، كانت زوجة أبي تجبرنا أن ننام كلنا في الساعة الثامنة مساءً، وكانت تتكلم كثيرًا على الهاتف همسًا. أرجوك يا سيدي، أخبرني ماذا يحدث، ولماذا كل هذه الأسئلة؟
فنهض من كرسيه ونادى على الحارس كي يفتح باب الغرفة، ثم قال له: بعد أن أنتهي من الحديث مع مريم، أوصلها بنفسك إلى باب المنزل. فقال له: حاضر يا سيدي.
ثم قال لي المحقق: أنا آسف يا صغيرتي، ولكنني سوف أكون من يحمل النبأ السيئ لك. والدك تعرض للقتل من شخص مجهول الهوية وتوفي على الفور. سقطت على الأرض مغشيا علي، كنت أبكي بحرقة وأصرخ: لااااا، مستحيل، أنت تكذب. فاحتضنني قائلًا: هذه هي الحقيقة يا صغيرتي.
فكرت لحظتها بمصيري، كنت خائفة جدًا، فقد أصبحت وحيدة في هذا العالم المخيف. وبدأت أتخيل نهلة ومعاملتها السيئة. فقلت له: أنا أكيدة أن نهلة من قتلته. فقال لي: يا صغيرتي، لقد حققت معها مسبقًا، وكانت في المنزل مع جارتكم شيرين لحظة وقوع الجريمة. وتأكدنا من شيرين أيضًا فقد تطابقت الأقوال بينهما.
سوف نفرج عنكما الليلة وسوف يتم تسليم الجثة لكما في الغد من أجل مراسم الدفن. لم أكن أستطيع أن ألجم دموعي ولكنني تابعت الحديث معه قائلة: أريد أن أعرف من قتل أبي. هل كنت تحقق معي لأنك تشك أنني ربما أقتل أبي؟ هل أنت مجنون؟ هل يوجد عاقل يفكر في قتل أبيه؟ كنت أصرخ تارة وأبكي تارة أخرى، وأنادي: أين العدل يا الله، أين العدل.
فقال لي: أرجوك أن تهدئي. أعدك بشرفي أن أقبض على المجرم، ولو سوف يكلفني ذلك حياتي، فقد وصلني إحساسك. فقلت له: عندما تلقي القبض عليه سوف أقطعه بأسناني.