تزوجت

أليست زوجته أحق منك أن يسألها؟”، فهززت رأسي معبرة لها عن الاستغراب مثلها.
لم يمر ربع ساعة إلا وكان الشرطي يقرع باب المنزل. ثم ذهبت معه إلى القسم، وهناك استقبلني المحقق علي ودخلنا إلى مكتبه على الفور، فقال لي: “مريم، المعلومات المهمة التي أخبرتني بها سابقًا أوصلتني إلى طرف الخيط الذي سوف أكشف من خلاله المجرم. لقد تتبعنا رقم الهاتف الذي تتواصل معه زوجة أبيك، ثم حصلنا على اسمه وصورته من خلال التعاون مع شركة الاتصالات الوطنية”.
كان يحمل في يديه ملفًا، فأخرج منه صورة شخصية وسألني: “هذه هي صورة الشخص، هل تتعرفين عليه؟”، فصحت منفصلة: “ممدوح، أجل، أعرفه. إنه ممدوح عامل البقالة صاحب الوجه المريب. كانت نهلة ترسلني إليه يوميًا كي أشتري منه الخضار والفاكهة وتطلب مني أن أعطيه ما يطلب من النقود ثمنًا لما أشتريه”.
فقال لي: “نحن نريد أن نتأكد إذا كان له يد في قتل أبيك، لأن كل ما لدينا حاليًا هو مجرد شكوك. نريد أن نتأكد إذا كانت نهلة شريكة معه أم لا”. ومن شدة براءتي وقلبي الطفولي الذي لا يعرف الحقد، كنت أدافع عنها وأقول له: “مستحيل، يا سيدي، أن تكون شريكته، فهي قد أحبت أبي كثيرًا، وشكوكك في غير محلها”.
فقاطعني قائلًا: “أرجوك، ضعي هذه الأداة في المنزل في غرفة نوم نهلة. هي أداة للمراقبة والتنصت. نريد أن نراقب وننصت إلى مكالمات نهلة كي نتحقق من شكوكنا. وعندما تعودي، أخبريها مبدئيًا أننا نشك في ممدوح كي نتابع ما سوف يحصل بعد ذلك. وأعدك أنني سوف أحقق العدالة لوالدك سريعًا جدًا”.
ثم أعادتني سيارة القسم إلى المنزل. كانت نهلة على أحر من الجمر كي تعرف ما الذي حدث، فأخبرتها كما أخبرني المحقق بالضبط، ووضعت القطعة في غرفة نومها سرًا، وعدت إلى عملي في تنظيف المنزل. وما هي إلا ربع ساعة حتى رأيت نهلة تغلق باب الغرفة على نفسها. كنت أسمع صوتها يهمس بكلمات خافتة، يبدو أنها كانت تتصل به.
كنت فرحة لأنني سوف أكشفها خائنة وأنتقم لأبي الحبيب. وأتخيلها وقد حسنت معاملتها لي وسمحت لي بالذهاب إلى المدرسة مثل بقية إخوتي. هذا كل ما كان في عقلي الطفولي.
وفي الصباح، وبعد أن قمت بتوصيل إخوتي إلى المدرسة، كان الموقف الذي غير مجرى حياتي. عندما عدت إلى المنزل، وجدت سيارة الإسعاف وسيارة الشرطة أمامه، وكان الشارع مطوقًا بأكمله بالشرطة. فأسرعت إلى المنزل، وإذ كان باب المنزل مفتوحًا، وكان يصدر من الداخل صوت جلبة وصراخ. وعندما دخلت، وجدت الشرطة في المنزل والمحقق علي يضرب ممدوح. وكانت أمامه نهلة مقيدة وهي تبكي، وكان هناك حقيبة كبيرة جدًا مليئة بالنقود والمجوهرات. كنت منفعلة تمامًا.