قصص و روايات

تزوجت

# المحقق علي يصرخ في ممدوح ويقول له: “لقد أطلقت النار على زميلي وهو الآن في العناية المشددة أثناء هروبك منا. ألا يكفي أنك قتلت زوجها؟”
كان ممدوح صامتًا وبارد الملامح ولم يتكلم مطلقًا، ولكن عندما أطلق المحقق علي النار على قدم ممدوح، صرخ ممدوح عاليًا وقال: “لا أعلم أي شيء”. ولكن عندما وضع المحقق علي يده داخل الجرح ليزيد ألمه وأكمل قائلاً: “تكلم كي لا أعذبك أكثر”، صرخ ممدوح عاليًا: “أرجوك توقف، سوف أخبرك بكل شيء”. وبدأ يسترسل:
“لقد كنت أحب نهلة منذ أن كنا أطفالًا، ولكنني فقير معدم ولم يرض والدها أن يزوجها لي. ولكن عندما تقدم لها زوجها خالد، وافق والدها على الفور. بما أن خالد لم يستطع أن ينام في بيته ليلًا وأراد أن تكون حياته مع نهلة في السر بسبب زواجه الأول مقابل أن يعطيها كل ما تريد من أموال ومجوهرات، فرحنا أنا ونهلة كثيرًا حيث وجدنا الفرصة المناسبة كي نكون سوية. وكنت أبات عندها كل ليلة، ولكن بعد وفاة زوجة خالد الأولى، انتقل إلى العيش مع نهلة وأصبحت حياتنا أكثر تعقيدًا. فقالت لي نهلة إنه إذا قتلناه سوف نتزوج ونكمل حياتنا معًا. لقد أعطتني هي السم من خزينة زوجها الذي سرقته قبل موته”.

فصفع المحقق نهلة على وجهها وقال لها: “اعترفي الآن كي لا أستخدم أساليب مزعجة”. فبكت وقالت: “إنني أحب ممدوح وأكره خالد. لقد عشت معه أربع سنوات من العذاب والمرار وكان المنفذ الوحيد لي هو حبي لممدوح”. هنا لم أتمالك نفسي، أسرعت إلى المطبخ وأحضرت أكبر سكين وجدته أمامي وهجمت بها على نهلة كي أطعنها. ولكن أمسكني المحقق وقال لأحد المساعدين معه: “خذ المجرمين إلى الحجز ولنُكمل التحقيق في القسم. فقد انحلت العقدة، ظهر الحق وزهق الباطل”.

وهنا قال لي: “لقد وعدتك أنني سوف أحقق العدالة لوالدك. ولكن يا ابنتي، إذا قتلتها لن تخمد تلك النار في داخلك لأنها نار الحقد والانتقام، ولأنك ستصبحين مثلها مرمة وقالة وستخسرين دينك ودنياك”. وأكمل قائلاً: “هل تملكين أحدًا من الأقارب؟ لأنك في حال عدم امتلاكك للأقارب، سوف يتم إيداعك أنت وإخوتك في دار الأيتام”.

فبكيت بحرقة فأجبته بالنفي، ثم توسلت له: “إنني لا أريد الذهاب، بل أريد أن أبقى هنا في بيت والدي وسوف أعتني بإخوتي، فهم كل ما تبقى لي من أبي الحبيب”. فقال متأثرًا: “حسنًا يا صغيرتي، سوف أعمل جاهدًا كي أحقق لك هذه الرغبة وسوف أقوم برعايتكم أنت وإخوتك حتى تبلغين الثامنة عشر من عمرك وتصبحين بالغة راشدة”. وودعني قائلاً: “أراك في المحكمة عما قريب”.

وذلك بعد مرور سنة من بدء تنفيذ الحكم. ومرت السنوات ودرست في كلية الطب وتعرفت على ابن المحقق. كان شابًا وسيمًا اسمه طارق وكان رجلاً حقيقيًا بكل ما للكلمة من معنى. ثم تزوجته وأنجبت منه ولدين ونجحت في تحقيق حلمي ونلت شهادة الطب في اختصاص جراحة العيون، وأصبحت من أشهر الأطباء في البلد.

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى