قصص و روايات

تزوجت

 

فقال لي: “مريم، أين حقيبتك؟ هل أنتِ جاهزة؟”.. دمعت عيناي وقلت له: “جاهزة”.. حمل حقيبتي أبي ونزلنا إلى السيارة.. وبعد أن وصلنا إلى المنزل، قلت في نفسي إنها حقًا تحبه وأخلاقها رائعة، يبدو أنها ليست سيئة كما أتوقع.. فوجدت أطفاله، إخوتي محمد وأحمد ومحمود، كانوا صغارًا فرحبوا بي وقالوا: “هل أنتِ أختنا الجديدة؟”.. ابتسمت وقلت لهم: “نعم، أنا أختكم الكبيرة وسوف نكون أصدقاء”.. وذهبت نهلة إلى المطبخ ولم تعد إلا بعد ثلاث ساعات وهي تقول: “الطعام جاهز، تفضلوا”.. وكان الطعام ورق عنب ومحشي كوسا وكبة مشوية.. يبدو أنها كانت تحتفل بوجودي.. شعرت أنني حقًا مع عائلة تحبني.. كان أبي سعيدًا جدًا ولم تؤثر وفاة والدتي عليه..

وبعد الطعام، نادى علي أبي وقال لي: “هذه غرفتك”.. وكانت كبيرة وجميلة، فرحت بها كثيرًا.. أغلقت الباب وذهبت إلى النوم لأنني مرهقة.. نمت نومًا عميقًا.. استيقظت على صوت نهلة في الحادية عشرة ظهرًا وهي غاضبة.. نهضت من سريري وقلت لها: “يا…”

 

إلهي لم أشعر بالوقت. ماذا تحتاجين مساعدة يا نهلة؟

بصيغة الأمر قالت لي: “مريم، اغسلي وجهك وتعالي نشرب قهوة ونحكي.”

ذهبت وغسلت وجهي. فقالت لي وهي تشرب القهوة: “أنا يا مريم أحب أباك كثيرًا ورضيت أن أتزوجه بالسر لأنني أحبه. ولدي ثلاثة أطفال وأكره الأولاد. لم أعارض أباك في مجيئك إلى هنا لأنه قال لي إنك سوف تسمعين كلامي وتطيعين أوامري، كي أجعل منك سيدة منزل تجيد الاهتمام بواجباتها. وإذا لم تسمعي كلامي سأطلب من أباك أن يرسلك إلى دار الأيتام.”

كنت خائفة جدًا. لم أكن أتوقع أن صباحي سوف يكون بهذا الشكل. كيف سأدرس لفحصي؟ ولماذا أبي يفعل بي ذلك؟ قلت لها: “نهلة، أنا حقًا سعيدة بكوني في هذا المنزل معكم ومع الأطفال وإنني سوف…”

قاطعتني وقالت: “أمك ما علمتك الأدب. أنا سوف أربيك. اسمي مدام نهلة. الآن اذهبي إلى المطبخ وجلي الصحون وبعدها رتبي غرف المنزل.”

نهضت إلى المطبخ وأنا أبكي وأقول: “أمي أين أنتِ؟ تركتني برفقة…” وبدأت أجلي وأقول: “أمي، لقد كنتِ تحضرين الخادمة يوميًا إلى منزلنا كي تقوم بعمل المنزل، كي لا ألتهي عن دراستي.” وكانت دموعي لا تهدأ.

بعد أن انتهيت من المطبخ ذهبت إليها وقلت لها: “مدام نهلة، المطبخ انتهى.” ضحكت وقالت: “شطورة. الآن نظفي غرف الأطفال.” فقلت لها: “حاضر.”

كانت طوال الوقت تتكلم بالهمس على الجوال. لم أكترث لذلك. أكملت عملي وأنا مكسورة. وأتى والدي في المساء. يبدو أنه كان متفقًا مع نهلة. ومرت الأيام وأصبحت الخادمة في المنزل. كنت أقوم بكل مستلزمات العمل. تعلمت الطبخ والغسل والكوي وشراء المستلزمات.

في يوم الخميس الساعة الخامسة مساءً، عدت إلى المنزل بعد أن اشتريت المستلزمات من السوبر ماركت. وجدت سيارة إسعاف وشرطة أمام مدخل العمارة. فأردت الدخول إلى العمارة، فأوقفني شرطي وسألني: “إلى أين أنت ذاهبة؟” فقلت له: “إلى المنزل.” وأشرت له على منزلنا. فقال لي: “ماذا يقربك صاحب المنزل؟ هل أنت الخادمة؟”

 

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى