قصص و روايات

تزوجت

 

مقالات ذات صلة

ونادى للشرطي وأوصلني إلى المنزل. كانت نهلة قد عادت قبلي. ولأول مرة أشعر من قبلها بالحنية. فاحتضنتني بقوة وهي تبكي على والدي. فشعرت بشيء من الأمان والتفاؤل بالمستقبل.

ومرت ثلاثة أيام العزاء، وبعدها عادت نهلة إلى قساوتها. فقد قالت لي: مريم، أنا كنت أتحملك في منزلي من أجل أبيك، والآن وبعد أن توفي لم يعد لك مكان في منزلي. فقلت لها: نهلة، أرجوك، فأنا وحيدة، أين أذهب؟ فصرخت بي وقالت: ليست مشكلتي.

ورمتني في الخارج. لم أكن أعلم ماذا أفعل ولا حتى أملك المال. فبقيت أدق على الباب كي تفتح لي ولكنها لم تكترث. كان المنزل في الطابق الأخير، وكان يوجد أمام المنزل مثل سجادة صغيرة للأحذية. جلست عليها ولم أشعر بنفسي إلا وأنا نائمة أمام المنزل. وفي الساعة الثانية عشرة ليلا شعرت بشيء يضربني.

فتحت عيناي فوجدت نهلة تضربني بقدمها قائلة: قلبي لم يطاوعني أن تنامي هنا، هيا إلى الداخل. كنت مكسورة جدًا.

فأمسكت يدها وقبلتها وقلت لها: “شكرًا يا خالتي نهلة”، ودخلت إلى سريري وأنا أرتعش من البرد. وفي الصباح، استيقظت على صوت خالتي نهلة وهي تقول لي: “مريم، المحقق يريد أن يتحدث معك على الهاتف”.

أسرعت وأنا أركض إلى الهاتف. “الو، مرحبًا، أنا المحقق علي”، فقلت له: “أهلًا يا سيدي، هل عرفتم من الجاني؟”، فقال لي: “لقد وعدتك وأنا على وعدي”.

فقلت له: “أرجوك، أخبرني من الذي فعلها”، فقال لي: “يتبع…”

قلت له: “أرجوك، أخبرني من الذي قتل أبي وحرمني منه”، فقال لي: “لقد وعدتك أن أبحث عن القاتل مهما كلفني الأمر، ولكنني لا أريد التكلم على الهاتف. لقد أرسلت سيارة القسم كي تقلك إلى المخفر، هنالك مستجدات ربما أحتاج أن أسألك عنها”.

وعندما أقفلت الخط، خاطبتني زوجة أبي قائلة: “ما الذي يريده منك المحقق؟”، فأخبرتها أنه يريد أن يسألني بعض الأسئلة، فقالت غاضبة: “لماذا أنت؟

 

 

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى